روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات أسرية | أُكمل دراستي الجامعية.. أم أساعد أبي الفقير؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات أسرية > أُكمل دراستي الجامعية.. أم أساعد أبي الفقير؟


  أُكمل دراستي الجامعية.. أم أساعد أبي الفقير؟
     عدد مرات المشاهدة: 2521        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال:

السلام عليكم كل عام أنتم بخير.. إخوتي في الله أريد آراءكم في محنتي؛ فالأمر هام جدا بالنسبة لي، وهو قضية أكون أو لا أكون، أنا طالب أكملت المرحلة الثانوية (علمي بنسبه عالية، وتم قبولي بإحدى الجامعات تخصص هندسة مدنية، وهو التخصص الذي طالما حلمت به، ولكن....)، والدي يعمل ممرض بإحدى المستشفيات الحكومية وراتبه ضعيف، (وعليه ديون كبيرة بسبب الصرف على المدارس الأهلية التي كنت أدرس بها، وبعض الظروف العائلية الأخرى)، وكل شهر يدفع مبلغًا لتسديد ديونه، وهو الآن بين كل يوم وآخر أصحاب العمل يهددون بطي عقده (إيقافه من العمل) وقد تجاوز الـ55 عامًا. فماذا أفعل؟ هل أترك الدراسة وأبدأ بالعمل لكي تتحسن أوضاع عائلتي ولو قليلًا أو أواصل الدراسة. (حتى ولو مساهمة بوظيفة مريحة للوالد يقدر من خلالها مساعدتي لإتمام دراستي) وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الابن العزيز:

نشكر لك ثقتك بالموقع وحرصك على رد الجميل والبر بوالدك.

تتلخص مشكلتك في الظروف المادية التي تحاصر والدك لقلة دخله وتحمله لديون بسبب الصرف على تعليمك ومستلزمات الحياة الأخرى.

كما يواجه والدك احتمالية فقدان وظيفته، مما يجعلك في حيرة بين ترك الفرصة التي أتيحت لك للدراسة في التخصص الذي تحبه وقبلت فيه، والتفرغ للعمل لمساعدة والدك.

أولًا: شعورك النبيل وإحساسك بمعاناة والدك واستعدادك للتضحية من أجله من علامات البر وأبواب التوفيق التي تجعلنا نتفاءل بفرج قريب بإذن الله، كما أن سعيك للاستشارة من علامات الوعي والنضوج.

ثانيًا: ما هي رغبة والدك الذي تحمّل الكثير من أجل تعليمك واستدان لذلك وألحقك بمدارس أهلية رغم تكاليفها العالية؟ قد يرفض تمامًا تركك للدراسة الجامعية لاسيما وأن تعليمه لم يعنه على الحصول على وظيفة ذات عائد مجزٍ، وربما هذا ما دفعه للإنفاق عليك بسخاء حتى لا تتكرر التجربة القاسية التي مر بها، فانظر إلى رغبته.

ثالثًا: التعليم الجامعي استثمار مستقبلي، وحصولك على شهادة في مجال كالهندسة يتيح لك بإذن الله دخلًا مناسبًا وعائدًا أكبر من العائد الذي تحصل عليه إذا عملت بدون مؤهلات.

رابعًا: ما يعينك على اتخاذ القرار كذلك هو مقدار الرسوم التي ستتكلفها في دراستك الجامعية فإذا كانت يسيرة والفرصة التي حصلت عليها قد لا تتكرر، فاستمرارك في الدراسة أولى.

خامسًا: أمامك خيار جيد لو تيسر لك ألا وهو الجمع بين العمل والدراسة، إذا كان النظام والجدول الدراسي يسمح بهذا، وهناك الكثير من الطلاب الذين يجمعون بين العمل والدراسة ومنهم أبناء عائلات مستقرة ماديًّا بل وثرية، ما يتميز به هؤلاء الطلاب هو جديتهم وحرصهم على تنمية قدراتهم ومواهبهم للحصول على موارد دخل إضافية.

وبعض أرباب العمل يفضلون الطالب الذي يعمل بدوام جزئي؛ لأنه في نظرهم أكثر جدية وحرصًا على الوقت والوظيفة وبعضهم يَعُدّ تشغيلهم من باب فعل المعروف، وربما تجد عملاْ في الجامعة.

وأغرب ما في هذا الأمر- الجمع بين العمل والدراسة- أن الطلاب العاملين يحققون درجات ومستويات عالية دراسيًّا؛ لأن شعورهم بالانشغال الدائم يدفعهم لاستثمار الوقت بشكل أفضل، كما أنهم يكتسبون خبرات تتيح لهم الحصول على وظائف جيدة بعد أو أثناء الدراسة.

سادسًا: امنح والدك الشعور بكفاءته وقدرته على العمل، فرغم بلوغه 55 عامًا لا يزال أمامه مجال للعمل والكد، وليست هذه السن نهاية الحياة، كما أن شعور الإنسان وثقته بربه يجعل أمله بالله كبيرًا في أن يفتح له مجالًا آخر للكسب وشعوره بالخوف من الفصل من العمل يزيد من همه ويضعف إرادته. كن على ثقة بسعة رزق الله، وربما كان في ترك والدك هذا العمل خير لينتقل إلى عمل آخر.

سابعًا: حدد مميزاتك وقدراتك بالاستعانة بمن حولك من المعلمين والمربين واحرص على تنميتها وتطويرها، وابحث عن العمل المناسب- إن أمكن- وإلا فابحث عن بيئة عمل جادة لتكسب منها خبرة تنفعك مستقبلًا.

ثامنًا: يمكنك أيضًا البحث عن وظائف عبر الشبكة العنكبوتية أو وظائف تتيح لك العمل من خلال المنزل، ويمكنك أيضًا إشراك إخوانك وأخواتك في تنفيذ أعمال من المنزل كطباعة الأبحاث وغيرها؛ لتكون الأسرة جميعها أسرة منتجة، مما يقلل التكاليف على والدك، واستغل فترات الإجازة في مضاعفة ساعات العمل.

وأخيرًا:

إذا بذلت ما في وسعك وقدر الله لوالدك ترك العمل واحتجت إلى العمل واضطررت لترك الدراسة بعد بذل كل الأسباب فلا تثريب عليك، ولا لوم ولا عيب، بل ابدأ في العمل المناسب وكن على صلة بالجامعة وأخبرهم بظروفك لتحفظ إن أمكن مقعدك في الجامعة، واعزم على مواصلة التعليم ولو في تخصص آخر قريب من التخصص الذي تحبه.

وربما تسمح أنظمة الجامعة بحذف بعض الفصول الدراسة عند الضرورة مما يتيح لك التفرغ للعمل خلال دراستك ومن ثم مواصلة الدراسة.

الكاتب: أكمل حسن.

المصدر: موقع المسلم.